مكانة لبنان في حبريّة البابا فرنسيس… محبّة أبويّة خاصّة

تابع البابا الراحل أوضاع بلاد الأرز عندما عصفت بها الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة تابع البابا الراحل أوضاع بلاد الأرز عندما عصفت بها الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

بطرقٍ شتّى، أظهر فرنسيس محبّته الأبويّة للبنان في خلال سنوات حبريّته، فتابع أوضاع بلاد الأرز مِن كثب عندما عصفت بها الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة.

وحرص الأب الأقدس دائمًا على توجيه رسائل دعمٍ وأمل للبنانيّين، وحاول مساعدتهم عبر مواقفه واهتمامه الخاصّ بمحَنِهم.

ففي العام 2018، أثنى على الشعب اللبنانيّ لحفاظه على توازن خلّاق وقويّ كالأرز بين المسيحيّين والمسلمين؛ ولسخائه وقلبه المنفتح تجاه أكثر من مليون لاجئ فرّوا من العنف في سوريا.

وعندما انطلقت الاحتجاجات الشعبيّة في لبنان عام 2019، قال الأب الأقدس: «أتوجّه بفكري بشكل خاصّ إلى الشعب اللبنانيّ العزيز، وبخاصّةٍ إلى الشباب الذين أسمَعوا صرختهم في مواجهة التحدّيات والمشكلات الاجتماعيّة والأخلاقيّة والاقتصاديّة في البلاد».

أمّا سنة 2021، فالتقى فرنسيس رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، مذكّرًا المسؤولين السياسيّين بوجوب التكاتف لمساعدة البلاد في مواجهة تحدّياتها المتعدّدة. كما أكّد فرنسيس رغبته الكبيرة في زيارة لبنان، مشيرًا إلى أنّه لن يملّ الصلاة كي يعود هذا البلد «رسالة أخوّة وسلام للشرق الأوسط كلّه».

وعام 2022، أُعلِنَ أنّ الأب الأقدس سيزور بلاد الأرز في حزيران/يونيو من السنة نفسها، إلّا أنّ الزيارة لم تتمّ. ومع ذلك، واصل متابعته الوضع اللبنانيّ، وجدّد عام 2024 دعواته إلى الإسراع بانتخاب رئيس للجمهوريّة، لضمان انتظام عمل المؤسّسات الدستوريّة.

يوم خاصّ للبنان

لم تكن محبّة البابا فرنسيس للبنان محصورة بالشعب، بل شملت أيضًا الإكليروس. ففي عام 2021، استقبل البابا في الفاتيكان البطاركة ورؤساء الكنائس والطوائف المسيحيّة اللبنانيّة للمشاركة في يوم صلاة وتأمّل مشترك خصّصه للأزمة التي تمرّ بها بلاد الأرز ومستقبلها، وللتضرّع من أجل هبة السلام والاستقرار.

وسنة 2019، عبَّرَ عن حزنه لوفاة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، مشيدًا به بصفته مدافعًا صلبًا عن سيادة بلاده واستقلالها. وفي عامَيْ 2022 و2024، صدّق على إعلان طوباويّة الأبَوين الكبّوشيَّين ليونارد ملكي وتوما صالح والبطريرك إسطفان الدويهي.

فرنسيس والشباب

حرص فرنسيس أيضًا على دعم الشباب والمواهب اللبنانيّة. ففي سنة 2020، قدّم تبرّعًا بقيمة 200 ألف دولار أميركيّ لدعم 400 منحة دراسيّة في لبنان. وعام 2023، برزت موهبة الشابّة اللبنانيّة ديانا أبي نادر أمامه، حين أدّت ترنيمة السلام عليكِ يا مريم بالسريانيّة بحضوره في مرسيليا الفرنسيّة.

كما تلقّى البابا عام 2021 صليبًا صنعه الفنّان اللبنانيّ الشابّ ماريو خوري، من خشب استُخلِص من حطام انفجار مرفأ بيروت. وفي السنة نفسها، بارَكَ الرياضيّ اللبنانيّ مايكل حدّاد الذي يُعاني شللًا ويُعرَف بنشاطه في مجال حماية البيئة. وقد مَنَحهُ البركة قبَيْل رحلته إلى القطب الشماليّ.

«الشعب اللبنانيّ الغالي»

ختامًا، لا بُدّ من ذكر رسالة الأب الأقدس الموجّهة إلى اللبنانيّين عام 2020، إذ قال فيها: «محبّتي للشعب اللبنانيّ الغالي الذي أريد زيارته في أقرب فرصة ممكنة». وأضاف: «فلنُساعد لبنان على البقاء خارج الصراعات والتوتّرات الإقليميّة. فلنُساعده على الخروج من الأزمة الحادّة وعلى التعافي». وبتلك الكلمات، اختصر فرنسيس مدى قربه من وجدان شعب بلاد الأرز.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته